كيف تدافع الشعوب العربية عن نفسها بعد الربيع العربي؟
الأمان الدولي

تعرّضت الشعوب العربية على امتداد المائة عام الماضية لسلسلة من الهجمات التي قادتها قوى الاستعمار القديم، المتمثلة في الإمبراطوريات الأوروبية السابقة، إبان الحربين العالميتين، الأولى والثانية، وتبعتها قوى الاستعمار الجديد، بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، في عصر الحرب الباردة، وما بعدها،

مسيرات العودة.. وإبداع المقاومة على حدود الوطن
الأمان الإقليمي

«إحنا مش لاجئين.. إحنا راجعين»، تلك كانت صرخة مئات آلاف الفلسطينيين على وقع دقات الدفوف الفلسطينية، وهم مصطفون على امتداد السياج الأمني الذي أقامه العدوّ الصهيوني، ليفصل قطاع غزة المحاصر عن الأرض الفلسطينية المحتلة، التي اغتصبها بتواطؤ قوى دولية وإقليمية، وتخاذل دول عربية وتهافت حكامها نحو سبعين عاماً، وطرد أصحاب الأرض قسراً وقهراً، وأحلّ محلهم مهاجرين يهوداً قدموا من مشارق الأرض ومغاربها، وبقوة العصابات الصهيونية المسلحة، ودعم قوى الاستعمار القديم في ذلك الوقت، خصوصاً بريطانيا وفرنسا، أقامت الحركة الصهيونية العالمية دولة العدوّ الإسرائيلي على الأرض الفلسطينية المُغتَصبة. الدولة التي خاضت عدة جولات من الحروب على مدى 25 عاماً، بدأت بحرب فلسطين الأولى عام 1948، وانتهت بحرب أكتوبر/ تشرين الأول 1973، وتوقفت جولات الصراع العربي - الإسرائيلي، لتحل محلها جولاتٌ من نوع آخر، هي جولات التفاوض في إطار ما عُرف بعملية السلام، التي أدت إلى اعتراف مصر والأردن بدولة العدوّ الصهيوني، وعقدتا معها اتفاقيات سلام. وأيضاً اعترفت بها منظمة التحرير الفلسطينية التي اعتبرتها جامعة الدول العربية عبر أحد مؤتمرات القمة «الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني»، وذلك في ما يُعرف باتفاقيات أوسلو. لم يتوقف الأمر عند ذلك الحد، ولكن في السياق نفسه، قدّم العرب في مؤتمر قمة بيروت عام 2002، مبادرة سلام يعترفون فيها بدولة العدو الإسرائيلي مقابل الانسحاب من الأراضي العربية التي احتلتها في حرب حزيران 1967.

الوحدة العربيّة بين الأحلام والأوهام؟
الأمان الإقليمي

أطلق شريف مكة، الحسين بن علي، في الثاني من حزيران 1916، طلقةً من شرفة منزله من بندقيته، ما كان بمثابة إعلانه انطلاق «الثورة العربية الكبرى» ضد دولة الخلافة العثمانية. وكان الشريف حسين قد بدأ اتصالاته من بداية العام نفسه مع بريطانيا العظمى، عبر معتمدها في القاهرة السير هنري مكماهون، وهي الاتصالات المعروفة بمراسلات حسين - مكماهون، التي بدأت باستعداد الشريف حسين للانضمام إلى الحلفاء في الحرب العالمية الأولى، وقيادة ثورة عربية كبرى ضد العثمانيين، لطردهم من شبه الجزيرة العربية، والشام الكبرى، والعراق، وإقامة دولة أو اتحاد لدول عربية، يحكمها هو وأولاده، في مقابل الاعتراف به خليفة عربيا للمسلمين.

هل أصبحت القضيّة الفلسطينيّة ظاهرة موسميّة؟
الأمان الفكري والثقافي

يتجدّد الحديث عن القضية الفلسطينية، كلما حلّ على البيت الأبيض وافد جديد، وكأنه موسم يبدأ مع كل إدارة أميركية جديدة. فمنذ انطلاق مسار التسوية السياسية لها، مع المباحثات الفلسطينية الإسرائيلية عامي 1991 و1992، والأخير كان عام انتخابات رئاسية أميركية، انتهت بفوز الرئيس بيل كلينتون، سرعان ما التقطت الإدارة الأميركية الجديدة الخيط، وبعد أن أكد الرئيس كلينتون، العلاقات الاستراتيجية مع إسرائيل، وضمان حمايتها، وتفوقها الإقليمي، فإنه في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، فضل أن ينتظر نتيجة المباحثات الجارية بين الطرفين، وما إن انتهت المباحثات باتفاق أوسلو، حتى سارع الرئيس الأميركي إلى دعوة الطرفين لتوقيع